ما هي القهوة الفرنسية؟ ما هي أنواعها؟ و ما هي أبرز مميزاتها؟

للقهوة الفرنسية سمعتها الخاصة. فعلى الرغم من أنها لا تحظى بنفس الشهرة الواسعة التي تحظى بها القهوة الإيطالية، إلا أن شرب القهوة في فرنسا لا يزال جزءًا مهمًا جدًا من الروتين اليومي. تشكل القهوة الفرنسية ثقافة قائمة بذاتها، وبالتالي هناك بعض الآداب والتقاليد التي يجب اتباعها.

هناك الكثير لتكتشفه عن ثقافة القهوة الفرنسية، بدءًا من بداياتها في باريس وصولاً إلى آداب شرب القهوة الشائعة في فرنسا المعاصرة. تابع القراءة لتكتشف كل ما تحتاج معرفته حول هاته القهوة الفريدة.

ما هي القهوة الفرنسية؟

يشير مصطلح “القهوة الفرنسية” إلى الطريقة الخاصة التي يتناول بها الفرنسيون قهوتهم. لا يُصنع هذا المشروب بالضرورة من حبوب البن المحمصة على الطريقة الفرنسية (والتي تشير فقط إلى مستوى التحميص)، وعلى الأرجح لا يتم تحضيرها باستخدام المكبس الفرنسي.  القهوة الفرنسية عبارة عن فناجين صغيرة من الإسبريسو عادةً ما يتم شربها في المقاهي الخارجية أو المطاعم.

على عكس الصور النمطية، لا تُصنع القهوة الفرنسية دائمًا من حبوب البن المحمصة على الطريقة الفرنسية (التي تكون محمصة بدرجة داكنة جدًا). في الواقع، يفضل الفرنسيون عادةً نوعًا مختلفًا من التحميص يسمى “التحميص الفرنسي”.

التحميص الفرنسي داكن جدًا لدرجة أنه يجعل حبوب البن تبدو محروقة تقريبًا، وغالبًا ما يستخدم حبوب روبوستا في هذا النوع من التحميص. يطلب الفرنسيون عادةً مشروبًا بسيطًا يسمى “كافيه” ويقدم في كوب صغير جدًا يسمى “ديميتاس”.

جديا، هذا المشروب عبارة عن جرعة واحدة من إسبريسو المحمص على الطريقة الفرنسية قوي المفعول، ويقدم عادةً مع كوب من المياه الغازية للمساعدة على تنظيف حلقك.

سيقوم الباريستا في فرنسا تلقائيًا بتحضير الإسبريسو الخاص بك باستخدام آلة إسبريسو تقليدية ما لم تطلب طريقة تحضير أخرى. إذا كان المقهى الذي تذهب إليه يقدم طرق تحضير بديلة، فقد يحالفك الحظ في طلب قهوة مصنوعة باستخدام المكبس الفرنسي. ولكن هذا بعيد كل البعد على أن يُعتبر “كافيه إسبريسو” ويُطلق عليه عادةً اسم “كافيتيير بيستون” وهذا يعني حرفيًا قهوة المكبس الفرنسي.

يمكنك طلب قهوة محمصة على الطريقة الفرنسية وستكون بذلك أقرب بكثير إلى مشروب امريكانو ذو طعم أقل تركيزًا من جرعة إسبريسو مخففة بالماء. لكن لكل فرد ذوقه الخاص عندما يتعلق الأمر بالاختلافات في تحضير القهوة وكيفية استخلاص نكهات الإسبريسو.

عندما نفكر في القهوة الفرنسية، من السهل أن نتخيل صورًا لجوني ديب وتوم وايتس وهما يدخنان السجائر بشراهة ويتناولان رشفة من الإسبريسو في مقهى ما في مكان ما بباريس. إذا كنت قد زرت فرنسا من قبل، فقد تشعر أيضًا بالحيرة بشأن ما يعتبرحقًا قهوة فرنسية.

هذا التمييز غالبًا ما يرتبط بنوع التحميص المفضل في فرنسا. وهذا ما يعرفه معظم الناس باسم التحميص الفرنسي، وهو من بين أغمق أنواع التحميص على الإطلاق.

تاريخ القهوة الفرنسية:

يمكن تتبع جذور ثقافة القهوة في فرنسا إلى القرن السابع عشر، حيث تم إنشاء أول مقهى باريسي حقيقي عام 1686. وقبل ذلك، كان يتم بيع القهوة من عربات تجوال في الشوارع وليس في أماكن مخصصة للجلوس والاستمتاع براحة البال.

ساهمت القهوة في إحداث تغييرات أدبية واجتماعية وسياسية من خلال الروابط الاجتماعية التي نشأت في المقاهي. أصبحت المقاهي ملاذًا مريحًا للقاء ات الاجتماعية، حيث يمكنك شرب كوب قهوة أثناء المحادثة والمناقشة مع أشخاص مختلفين من كل أطياف المجتمع. كانت المقاهي أماكن قائمة على المساواة، حيث تتوفر طاولات مشتركة تشجع على الاختلاط بين الرواد بدون أي تمييز.

كانت المقاهي مركزًا للتغيير الثقافي والسياسي خلال عصر التنوير والثورة. ومع ذلك، كان سعر القهوة مرتفعًا وظل مشروبًا يقتصر على الطبقات العليا. وبشكل تدريجي، أصبحت القهوة أكثر شيوعًا وترسخا في الثقافة الفرنسية. تحولت المقاهي إلى أماكن لملاقاة الأصدقاء والجيران، حيث يمكنك الاستماع إلى أخبار الحي المحلية، وقضاء وقت للاسترخاء والتفكير.

وفي وقت لاحق، تحولت هذه المقاهي إلى أماكن للثوار لمناقشة السياسة بشكل خاص، إلى أن وصلت إلى فترة الترميم والإستجمام التي جلبت تجربة شرب القهوة المريحة التي نشهدها اليوم، حيث يجتمع الأصدقاء ويتبادلون الأحاديث على مهل.

تحميص القهوة على الطريقة الفرنسية:

اكتسب هذا الأسلوب شهرة كبيرة في القرن التاسع عشر عندما فضل الأوروبيون حبوب البن المحمصة بدرجات حرارة عالية. في ذلك الوقت، سيطر البن الروبوستا، الذي يُحمص عادةً بشكل أغمق، على السوق الفرنسية.

لماذا؟ السبب اقتصادي. كان سعر إنتاج البن الروبوستا أقل من الأرابيكا في مستعمرات غرب إفريقيا الفرنسية وكان معفى من الرسوم الجمركية عند الاستيراد.

اذا فتحميص القهوة على الطريقة الفرنسية هو أسلوب تحميص للبن. في القرن التاسع عشر، كانت القهوة المحمصة بشكل داكن تحظى بشعبية كبيرة. وكانت القهوة الفرنسية واحدة من أغمق أنواع التحميص، ولا تزال كذلك حتى اليوم. بالنسبة للقهوة الفرنسية، لا يلزم أن تكون حبوب البن من مكان معين، فالأمر كله متعلق بعملية التحميص.

تمتاز القهوة الفرنسية المحمصة بأنها قوية وغنية و دخانية الطعم. وخلال عملية التحميص، تصل درجة الحرارة الداخلية لحبوب البن إلى درجة عالية جدًا تبلغ 240 درجة مئوية. ومع تغير لون حبوب البن إلى اللون الداكن، يظهر المزيد من زيوت القهوة على السطح. لهذا السبب تكون حبوب البن المحمصة على الطريقة الفرنسية ذات لون بني داكن ومغطاة بالزيت.

خلال عملية التحميص، تصل حبوب البن المحمصة على الطريقة الفرنسية إلى “النقرة الثانية”. وهذا يعني أن حبوب البن تصدر صوتين متشققين: أحدهما ناتج عن خروج البخار والآخر يحدث عندما تتكسر جدران خلايا الحبوب وتطلق الزيوت. في معظم أنواع التحميص، لا تصدر حبوب البن صوت تشقق سوى مرة واحدة. وكلما كان التحميص أغمق، قل محتوى الكافيين الموجود في القهوة.

تقدم حبوب البن المحمصة على الطريقة الفرنسية نكهة مميزة ذات طابع فريد للغاية، يجدها البعض حلوة ودخانية. لونها أغمق بكثير من أنواع القهوة المحمصة الخفيفة الأخرى، لذلك غالبًا ما يتم إخفاء النكهات الأساسية لكل حبة بسبب طعم التحميص القوي. وبالتالي، فإن الخصائص المختلفة لأنواع حبوب البن تميل إلى الاختفاء بسبب طغيان نكهة التحميص القوية هذه.

وعلى عكس الاعتقاد الشائع، فإن القهوة المحمصة الخفيفة تحتوي على نسبة أعلى من الكافيين مقارنة بالمحمصة على الطريقة الفرنسية. يرجع ذلك إلى أن التحميص يولد حرارة تعمل على جعل بعض الجزيئات الموجودة في الحبوب غير نشطة أو “محترقة”. لذلك، عندما يحين وقت تناول فنجان القهوة الصباحي، لا تنسَ أن التحميصات الأخف يمكن أن تمنحك دفعة أكبر من الطاقة. تتميز حبوب البن المحمصة على الطريقة الفرنسية باحتوائها على نسبة منخفضة من الكافيين بسبب عملية التحميص المكثفة، مما يجعلها الخيار المثالي لأي شخص يبحث عن مشروب إسبريسو يحتوي على نسبة أقل من الكافيين.

هل القهوة المحمصة على الطريقة الفرنسية صحية؟

على الرغم من أن كل من القهوة المحمصة الخفيفة والداكنة تتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، إلا أنها يمكن أن تختلف في جوانب معينة. بشكل عام،عندما يتعلق بالأثرعلى صحتك، فإن أي نوع من الحبوب المحمصة مفيد شريطة أن لا تنسى استشارة طبيبك إذا كانت لديك أي شكوك أو مخاوف خاصة حول كيفية تأثير هذه الحبوب على صحتك الشحصية.

تشير الأدلة المحتملة إلى أن الأشخاص الذين يستمتعون بالقهوة بشكل منتظم قد يكافؤون بحياة أكثر صحة وسعادة. كشفت الدراسات أن شرب القهوة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض فرص الإصابة بقصور القلب وأمراض السكري وسرطان الكبد وحتى الاكتئاب مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة. من الواضح أن تناول هذا المشروب الدافئ يوفر العديد من الفوائد الصحية.

بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون والزهايمر، فإن القهوة المحمصة على الطريقة الفرنسية هي مشروب مثالي. تمكن المواد الكيميائية الطبيعية الموجودة في حبوب البن المحمصة أن تساعد في الحماية من هذه الأمراض الضارة. علاوة على ذلك، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل حموضة المعدة، فإن القهوة المحمصة الداكنة لها ميزة تهيجية أقل من أنواع القهوة المحمصة الأخرى بسبب انخفاض مستوى الحموضة فيها.

لقد تعرفنا على كثيرمن المعلومات الخاصة بالقهوة الفرنسية حتى الآن، بما في ذلك تاريخها الطويل وتقاليد المقاهي و طريقة التحميص. لكن دعنا نتعمق أكثر ونلقي نظرة على أنواع القهوة الفرنسية و التي يمكنك طلبها في أغلب المقاهي حول العالم.

أنواع القهوة الفرنسية:

كافيه نوار أو كافيه إسبريسو (Café Noir or Café Express):

 قد تتعرف على الكافيه نوار من اسمه الأكثر شيوعًا: الإسبريسو. يشير مصطلح “كافيه نوار” أو “كافيه إسبريسو” أو ببساطة “كافيه” إلى اسبريسو قوي وغامق يقدم في فناجين صغيرة ويتم تناوله على جرعات. هذا هو طلب القهوة الأكثر شيوعًا وانتشارًا في فرنسا، على عكس أماكن أخرى حيث يكون المشروب الأساسي عادةً هو القهوة المفلترة. إذا دخلت إلى مقهى في فرنسا وطلبت “كافيه”، فلا تتفاجأ إذا تم تقديم فنجان صغير من مشروب قوي جدًا. إذا لم تستطع تحمل الإسبريسو أو القهوة السوداء، فسيتعين عليك طلب إضافات معينة مثل الماء أو القشطة أو الحليب أو السكر.

كافيه الونجي (Café Allongé):

 يُعد “كافيه الونجي” أو “كافيه الونجي إسبريسو” مشروب قهوة فرنسي بامتياز. الونجي هو عبارة عن اسبريسو مخفف بالماء الساخن، وهذا يجعله مشابهًا جدًا للكافيه امريكانو (أو كافيه اميريكان كما يسمى في فرنسا). يعد هذا خيارًا جيدًا لطلب القهوة في المدن وكذلك في الريف لأنه أخف من جرعة الإسبريسو الكاملة. يعتبر كافيه الونجي أسهل بكثير للعثور عليه من القهوة المفلترة (كافيه فيلتر) وأخف على المعدة.

القهوة الفرنسية بالبندق (Café Noisette):

 مشروب قهوة فرنسي كلاسيكي آخر، القهوة الفرنسية بالبندق عبارة عن جرعة إسبريسو مع القليل من الحليب الساخن. كلمة “نوازيت” تعني البندق، وهو ما يشير إلى اللون البني للمشروب (وليس أي نكهة بندق!). يمكنك أيضًا استبدال الحليب الساخن بالكريمة بدلاً منه. يقارن الكثيرون القهوة الفرنسية بالبندق بالماكياتو الإيطالي، الذي يتمتع بوصفة متشابهة بشكل لافت. يمكنك طلب القهوة الفرنسية بالبندق مع الحليب على الجانب إذا كنت من الأشخاص الدقيقين بشأن قهوتك و تحب أن تعدلها على مزاجك. لا بد من تجربة هذا المشروب في مدن مثل باريس، حيث يمكنك الجلوس في مقاهي صغيرة (غريبة وذات طابع خاص) والإستمتاع بجمال مدينة الأنوار.

كافيه أولي (Café au lait):

بالنسبة للأنواع المألوفة أكثر، لدينا كافيه أو لي الذي يترجم حرفياً إلى “قهوة بالحليب”. عادةً لا يُقدم كافيه أو لي إلا على طاولة الإفطار وغالبًا ما يكون مشروبًا يتم تناوله في المنزل بدلاً من طلبه في المقهى. تستخدم معظم أنواع كافيه أو لي القهوة المفلترة، ولكن يمكنك أيضًا العثور على أماكن تصنع هذا المشروب باستخدام جرعة من الإسبريسو بدلاً من ذلك. يقتصر تقديم كافيه أو لي والأنواع الأخرى من القهوة بالحليب على الفترات الصباحية وبداية فترة ما بعد الظهر. لن ترى أي من السكان المحليين يشربون القهوة بالحليب بعد الغداء، ويفضلون تناول الإسبريسو البسيط بدلاً من ذلك. ضع هذا في اعتبارك إذا كنت سائحًا وتريد أن تندمج مع السكان المحليين.

كافيه كريمة (Café Crème):

يعتبركافيه كريمة نسخة أنيقة من كافيه أو لي. يُصنع كافيه كريمة من جرعة إسبريسو قياسية مع كمية سخية من الحليب الرغوي. يمكنك التفكير فيه على أنه مشابه للكابتشينو ولكنه أفضل. تحظى هذه القهوة بالحليب بشعبية كبيرة في فرنسا خصوصا عند وجبات الإفطار و عادةً ما تكون مصحوبة بكرواسون بالزبدة أو المعجنات إذا كنت ترغب في وجبة فاخرة. يُقدم كافيه كريمة عادةً في وعاء أو كوب عريض. إذا كنت تتوق إلى الكابتشينو في فرنسا، فافعل مثل السكان المحليين واطلب “كافيه كريمة”.

بعض أنواع القهوة الأخرى الأقل شيوعا:

ديكا (Déca): قهوة منزوعة الكافيين.

كافيه فيينوا (Café Viennois): إسبريسو خفيف مع بودرة الكاكاو والكريمة المخفوقة.

كافيه سيريه (Café Serré): إسبريسو مر جدًا يُصنع باستخدام نصف كمية الماء المعتادة.

كافيه جورميه (Café Gourmand): قهوة تقدم مع وجبات خفيفة أو حلويات صغيرة.

إيتيكيت القهوة الفرنسية:

تعتبرإيتكيت وآداب القهوة طريقة بسيطة للاندماج مع الثقافة المحلية أثناء الانغماس في تجربة قهوة فريدة. الآن وقد عرفت ما تطلبه، إليك بعض النصائح حول كيفية التصرف بأدب و لباقة أثناء ذلك:

• القهوة بالحليب تُقدم فقط في الصباح: يُنظر بشيء من الاستهجان إلى شرب كافيه أو لي أو كافيه كريمة بعد الغداء، السبب وراء ذلك هو أنها تتداخل مع عملية الهضم.
• لا تتجول بالقهوة الخاصة بك: كل شيء في ثقافة القهوة الفرنسية يدور حول الاستمتاع بالقهوة وأخذ وقتك فيها.يجب أن تطلب قهوتك وتتناولها “في الموقع” (سور بلاس)، أي في المقهى. إذا كنت في عجلة من أمرك، يمكنك شرب قهوتك واقفًا على البار ولكن ليس ماشيا في الشارع.
• لا تخلط الطعام مع الإسبريسو: لا يُقدم الطعام مع القهوة إلا في وجبة الإفطار. مرة أخرى، فإن السبب وراء ذلك هو أن القهوة تتداخل مع الهضم السليم لطعامك.
• ضع في اعتبارك بعض العبارات المفيدة مثل “او لي” (مع الحليب)، “بلاس سكر” (أضف سكرًا)، و”ديكا” ( منزوعة الكافيين).

في النهاية، كل شيء في القهوة الفرنسية يدور حول الاستمتاع بالتجربة والتواجد في اللحظة التي تشرب فيها قهوتك. ربما يكون هذا الوعي بتجربة القهوة هو الجزء الأكثر ديمومة في ثقافة القهوة في فرنسا.

خلاصة:

أصبحت الآن على دراية بكل ما يتعلق بالقهوة الفرنسية، أنواعها، طريقة تحضيرها و كذا شقافة القهوة هناك ! يمكنني الآن أن أكون مطمئنا عليك إذا طلبت مشروب نوازيت أو كافيه كريمة بثقة، كما يمكنك غمس قطعة سكر في قهوتك مثل الفرنسيين. ولماذا لا تجرب كافيه كريمة و تستمتع بالكرواسون إلى جانبها؟ ستحب تجربة القهوة الفرنسية الأصيلة. بالصحة والعافية! Bon appétit